أخبار وطنية زهير مخلوف: كلام خالد الكريشي تحريض.. وهيئة الحقيقة والكرامة مهددة بالانفجار
اعتبر زهير مخلوف عضو هيئة الحقيقة والكرامة التصريحات الإعلامية للناطق باسمها خالد الكريشي حول مشروع قانون المصالحة الذي اقترحته رئاسة الجمهورية، هرطقة سياسية وبداية انحراف عن مبادئ الهيئة وذلك بعد أن حذّر الكريشي من خطر هذا المشروع في المجالين الإقتصادي والمالي مرجحا أنه سيؤدي إلى اندلاع ثورة شعبية أكثر دموية في تونس.
وأعرب مخلوف عن استنكاره الشديد لمثل هذه التصريحات «الخطيرة» التي تدخل في إطار التحريض وتعميق الصراعات وشحن الأجواء و»تسخينها» وفق تعبيره، قائلا في تصريح خص به أخبار الجمهورية إنه كان يتوجب على أعضاء الهيئة أن لا تحيد تصريحاتهم عن الإطار الحقوقي وألا تدخل في عتبة الإطار السياسي الضيق الذي لن يؤدي إلا إلى التفرقة والتجاذبات .
وأرجع محدثنا أنّ تصريحات الكريشي تعود لانحرافات ماضية حيث سبق له أن اعتبر هذا المشروع انقلابا عن الدستور وخرقا له، مما أدى إلى جعل الهيئة تمسّ في هيبتها وآليتها نتيجة لتصريحاته المتسرعة.
وفي سياق متصل قال زهير مخلوف إنه كان من الأجدر بالكريشي مراعاة المناخ والأجواء الهادئة التي تمر بها البلاد حاليا بعد أن أصبحت النخبة السياسية تنادي بالمبادئ المثلى والوطنية والانتخابات الديمقراطية والقيم الأخرى الثابتة، لا الإدلاء بتلك التصريحات التي من شأنها زعزعة مصالح الهيئة وتعطيلها.
ومن ناحية أخرى عبّر مخلوف عن أسفه بخصوص انشغال هيئة الحقيقة والكرامة عن أداء مهامها الأولية والملحة ومعالجة الملفات والقضايا الحارقة التي كان من المفترض أن تعجل في القيام بها مثل قضايا العفو العام وجرحى الثورة والأشخاص الذين لم يتمكنوا من نيل حقوقهم التي تم التفريط بها. واعتبر أن الهيئة أصبحت اليوم في متاهة ووضعية حرجة لا تحسد عليها مع الحكومة التي كاد أن يكون تعاملها معها جافا أو منعدما.
واعتبر زهير مخلوف أنّ صناعة المناخات السيئة من قبل الهيئة أساءت لوضعيتها وأهدافها المحمولة على عاتقها وأدت إلى إحداث احتقان داخلي بين أعضائها من الصعب تجاوزه خاصة بعد التصريحات الإعلامية «المغالطة» لرئيسة الهيئة سهام بن سدرين لقولها إن أعضاء الهيئة هددوا بالاستقالة وهو ما لم يحدث بتاتا وفق تعبيره .
أما في ما يخص موقفه من مشروع المصالحة الوطنية، فشدد مخلوف على ضرورة ان يوضع هذا المشروع فوق طاولة الحوار وفي تواصل مع هيئة الحقيقة والكرامة مشيرا إلى أن المسار الوحيد الذي يمكن له دفع هذا المشروع إلى النجاح هو مناقشته داخل مجلس نواب الشعب حتى يكون متضمنا لشرط التوافق وينأى به عن التجاذبات والصراعات، التوافق الذي تتجه به البلاد نحو المصالحة الوطنية المشتركة والانتقال الديمقراطي وهو ما يؤمن به.
منارة تليجاني